الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل بدأت موسكو مساعدة دمشق على إحباط الغارات الإسرائيلية؟ 

هل بدأت موسكو مساعدة دمشق على إحباط الغارات الإسرائيلية؟ 

26.07.2021
مرال قطينة


فلسطين 
النهار العربي 
الاحد 25/7/2021 
تزايدت المؤشرات في الأيام الأخيرة لدخول موسكو  على خط التصدي للغارات والقصف الاسرائيلي على سوريا. وهذا ما أوحى به محللون في قراءتهم لإصدار وزارة الدفاع الروسية التي لم تعلق سابقاً على الغارات الإسرائيلية، بيانين منفصلين أعقبا غارتين إسرائيليتين، واحدة استهدفت مركز أبحاث في ريف حلب، والأخرى موقعا لتمركز قوات إيرانية في القصير قرب حمص. 
 وأفادت الوزارة في أن منظومتي الدفاع الجوي الروسيتين “بانتسير" و "بوك”، اللتين تمتلكهما قوات النظام السوري أسقطتا "معظم الصواريخ الإسرائيلية"، التي تتوزع على النحو التالي: 4 في ريف حمص و8 بريف حلب، مشيرة إلى أن القصف الأول جاء من الأجواء اللبنانية، بينما أتى الثاني من منطقة التنف الواقعة على المثلث الحدودي بين سوريا والأردن والعراق. 
وبإصدار البيانين، تكون روسيا قد كشفت لأول مرة عن تغيير جديد في أسلوبها دون أن توضح ماهيته أو أسبابه. 
وكعادتها، لم تعلق  إسرائيل على الضربات، كما لم تعلن عنها أصلاً، وذلك في وقت تعتبر فيه الضربات الأخيرة في ريف حمص وحلب الأولى من نوعها بعد استلام الحكومة  الاسرائيلية الجديدة مهماتها.  
وتبنت صحيفة "هآرتس" الرواية عن بدء روسيا مساعدة  سوريا في إحباط الضربات الجوية الإسرائيلية.   
 ونقلت عن مصدر روسي قوله لصحيفة "الشرق الأوسط" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين  تلقى إيضاحات من الرئيس الاميركي جو بايدن أن الولايات المتحدة لا ترحب باستمرار الهجمات الإسرائيلية في سوريا، لذلك قرر الكرملين تغيير سياسته. 
 وقالت الصحيفة إن  إسرائيل تلقت رسائل مباشرة  أن الاوضاع قد  تغيرت وان  "الروس يساعدون الآن الجيش السوري في اعتراض الصواريخ الإسرائيلية".         ومع ذلك ، يعتقد المصدر الروسي أن هذا التغيير حصل بسبب تبدل الظروف السياسية ، على خلفية تجدد الاتصالات مع الولايات المتحدة ، لا بسبب "نفاذ صبر روسيا " في مواجهة الهجمات الإسرائيلية.                        
وكان  وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اقترح أن تقوم إسرائيل بإبلاغ موسكو بالتهديدات المحتملة القادمة من سوريا، لكنه قال إن الهجمات المستمرة تشير إلى عدم تحقيق هذه الآلية حتى النهاية.  
وتحدث بوتين ورئيس الوزراء نفتالي بينيت لأول مرة عبر الهاتف في وقت سابق من هذا الشهر - بعد ثلاثة أسابيع من تولي بينيت منصبه.  وناقش الجانبان القضايا الأمنية والسياسية، بما في ذلك قضية الأسرى والمفقودين لدى حركة المقاومة الإسلامية "حماس". وشكر بينيت لبوتين حفاظه الاستقرار الإقليمي بفضل روسيا، كما اتفق الاثنان على اللقاء  قريبًا.  
 وتقول "هآرتس" إن أهمية المحادثة تكمن في  دلالتها على أن   أن العلاقات بين إسرائيل وروسيا مستمرة على الرغم من تغيير الحكومة واستمرار العلاقات الجيدة التي كانت قائمة بين بوتين ورئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو.  
ومن القضايا الرئيسية في الحوار بين إسرائيل وروسيا الخوف من التمركز الايراني  في سوريا ونشاط الجيش الإسرائيلي في المنطقة، وتورّط روسيا في البحث عن بقايا الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين.      
   إلى ذلك، تخشى موسكو أن تضر الهجمات الإسرائيلية بمصالحها، كما يقدر الكرملين التنسيق بين البلدين.   
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق صرح في عدة مناسبات أنه بفضل علاقته بالرئيس الروسي، أمكن تجاوز   المعارضة الروسية لهجمات ونشاطات الجيش الإسرائيلي في سوريا.